وكانت اميركا بعد اسقاط صدام واحتلال العراق قد وضعت مشروع سمته الشرق الاوسط الكبيرلتغيير الهيكليه السياسيه والاقتصاديه و الاجتماعيه للشرق الاوسط.
ووفق المشروع فينبغي تغيير المناهج الدراسيه في الدول العربيه و حذف الايات القرانيه التي تشجع المسلمين علي الجهاد من الكتب الدراسيه .
ويعتقد الاستراتيجيون الاميريكيون بان النهج الدراسي الحالي اسفر عن بروز ظاهره سميت الاصوليه التي تعارض المصالح الاميركيه في المنطقه .
واقترحت اميركا بتشكيل لجنه من المثقفين العلمانيين تحت اشرافهاكي تقوم بتغيير المناهج الدراسيه وهيكليه النظام التعليمي .
وفي الشق السياسي فان اميركا طلبت من الدول العربيه بان تقوم بتغيير نظاماتها الحكوميه و ايجاد انفتاح واعطاء المزيد من الحريات الفرديه ومراعاه حقوق المرائه والاقليات الدينيه وحقوق الانسان .
وفي ما يتعلق بالاقتصاد فان علي الدول العربيه عبر ايجاد سوق مشترك تحت قياده اسرائيل تقوم بتبادل البضائع بينها.
هذا المشروع اعده وزير الخارجيه الصهيوني السابق شيمون بيريس عام 1993 بعد التوقيع علي اتفاقيه اوسلو وسمي الشرق الاوسط الجديد ، لكن تم تاجيل تنفيذه بسبب اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اسحاق رابين .
وكان من المقرر ان تصدر اسرائيل سنويا ما يقارب 17 مليار دولار من بضائعها الي الدول العربيه وفي المقابل تستورد النفط من هذه الدول .
والهدف من وراء مشروع الشرق الاوسط الجديد هو ملء الاسواق العربيه من البضائع الاسرائيليه حيث يستغني الكيان الصهيوني من المساعدات الاميركيه التي تصل الي 10 مليار دولار سنويا.
وقد طرح مشروع الشرق الاوسط الكبير منذ اشهرعلي الدول العربيه و تم تداوله من قبل وزراء الخارجيه منذ شباط الماضي .
وفي خضم البحث عن مشروع الاوسط الكبير برزت خلافات حاده بين وزراء الخارجيه العرب و انقسموا الي فسطاطين معارضين وموافقين .
وكان لدي الوزراء انطباع بان التغيير يجب ان يكون من الداخل وليس من الخارج اذ ان نموذ ج دول الكتله الشرقيه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق لا يصلح للدول العربيه .
وبرزت مشاحنات حاده بين وزراء الخارجيه العرب حيث قرروا ان يحال الملف الي قاده العرب ولكن اجتماع القمه تاجل لاسباب عده .
السبب الاول والرئيسي هو احتمال حضور ممثلي حركتي حماس والجهاد الاسلامي تحت مظله الوفد الفلسطيني اذ ان اميركا ضغطت علي تونس لمنع هذا الوفد من حضور اجتماع القمه .
الدليل الثاني هو اغتيال الشيخ احمد ياسين زعيم حركه حماس الذي اثار غضب الشارع العربي والاسلامي مما ارغم قاده العرب الي وضع هذا الملف علي جدول اعمالهم .
الدليل الثالث معارضه بعض الدول العربيه مثل سوريا ومصر و السعوديه ولبنان لمشروع الشرق الاوسط الكبير اذ تعتقد هذه الدول بانه لا يمكن تسويه الصراع العربي الاسرائيلي دون حل القضيه الفلسطينيه بشكل جذري.
وبما ان اساس الاصلاحات في حد ذاته يعد مطلب هام وحيوي بالنسبه للدول العربيه ولكن الاصلاحات يجب ان تكون مبنيه علي اسس واقعيه ومن منطلق واقع المجتمع العربي .
ولا يمكن لاحد ان يتجاهل هذه الحقيقه بانه كان علي الدول العربيه ان تقوم بالاصلاحات والتغيير من الداخل قبل اكثر من عقد من الزمن وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق و منذ ان اصبح العالم احادي القطب و لكن خوف قاده العرب من الديموقراطيه آل الي هذا الوضع المزري الراهن .
فلذا الجامعه العربيه كموسسه ذات قرار سيادي ومركز للقرارات العربيه المصيريه اصبحت الان امام امتحان صعب واذا لم تتخذ القرار السليم و المصيري فستصبح موسسه هشه ومهمشه ولا وزن لها في المعادلات الدوليه .
ومن البديهي فان الدول العربيه ايضا في خضم الاحداث التي طراء ت خلال العام الماضي علي المنطقه هي بدورها معرضه للخطر واذا لم تقم هذه الدول بالتغيير والاصلاحات الطوعيه فحينها الاصلاحات تاتي لا شك علي ظهر الدبابات الاميركيه وفي هذه الحاله لم تكن هذه الاصلاحيات مفيده، لا للشعب ولا للحكومات العربيه ./انتهي /
تاجل اجتماع القمه العربيه الذي كان من المقرر ان يبداء اسبوع الماضي في تونس بسبب بروز خلافات بين الدول العربيه حول الاصلاحات الاميركيه المفروضه .
رمز الخبر 67747
تعليقك